التعب أو الشعور المستمر بالتعب هو واحد من المشاكل الأكثر شيوعًا لدى الأشخاص في وقتنا الحالي، حيث نستيقظ من النوم غير نشطين وغير مرتاحين، الأمر الذي يؤثر على الأداء خلال اليوم.

الشعور المستمر بالتعب 

على الرغم من أنك تنام بالليل فإنك تستيقظ متعبا في الصباح غير قادر على الحركة، تجد صعوبة في التحرك وليست لك الطاقة ولا الرغبة للقيام بأي شيء.

الخطير في الأمر هو أن صغار السن هم الآخرون عرضة لذلك، أي يعانون من التعب دائما وأن جودة حياتهم ضعيفة جدا.

أنا أيضا كنت أعاني من نفس الشيء وسأشارككم في هذا المقال بعض الحلول لذلك.

قد تبدو هذه العوامل بديهية وواضحة لكم، لكن ركزوا معي إلى الأخير من فضلكم لأن هناك بعض الحيل في هذه العوامل التي ستساعدكم كثيرا، والعديد منكم لا يعرفها.

1. الطاقة

لا شك في بعض المرات تشعرون أنكم لا تتوفرون على الطاقة الكافية للقيام بأبسط الأشياء، أو مثلا تخططون ليومكم في الليل وتضعون أهدافا لأنفسكم، وفي اليوم الموالي تستيقظون ولا تقومون بأي شيء من ذلك.

إذا كنتم على هذا الحال فأنصحكم أولا بزيارة طبيبكم والقيام بتحاليل الدم فربما تعاني مثلا من نقص في الفيتامين D أو فقر الدم أو من خلل في الهرمونات وغير ذلك.

من الضروري علينا خلال حياتنا اليومية مساعدة جسمنا من خلال تناول الفيتامينات والمكملات الغذائية التي تعطينا الطاقة الكافية للقيام بمهامك، شخصيا أستعمل هذه الفيتامينات التي اقتنيت من iHerb   ماركة Rainbow light  الذي يحتوي على عدة فيتامينات وهو خاص بالنساء، لكن يوجد أيضا منتج آخر خاص بالرجال يحتوي على فيتامينات A، B، Cومجموعة من المكونات الأخرى المستخلصة من الطبيعة التي تزودنا بشكل يومي بالطاقة التي نحتاجها للقيام بمهامنا اليومية.

هذه الفيتامينات تساعدنا أيضا في تقوية جهاز المناعة وكما تعلمون، في هذه الفترة بالضبط، مدى أهمية ذلك.

كذلك نعلم أهمية ممارسة الرياضة و وجوب الحركة وهذا ليس بالشيء الجديد، لكنني قمت بتغيير بسيط في حياتي جعلني أكثر حركية، عوض ممارسة تمرين رياضي صعب والقيام به مرة أو مرتين في الأسبوع فقط، أمارس التمارين الرياضية البسيطة التي أفضل بشكل يومي، مثلا أخرج للتنزه أو أقوم بتحدي العشرة آلاف خطوة يوميا أو القيام ببعض الحركات الرياضية في المنزل.

المهم في الأمر هو أن أتحرك بشكل يومي، ليس فقط مرتين أو ثلاث مرات في الأسبوع، بل كل يوم وجب علي أن أحرك دورتي الدموية وأن أقوم بشيء ما، والأهم هو القيام بالشيء الذي تحبونه، هذا سيساعدكم على عدم الشعور بالكسل والقيام بذلك الشيء لأنكم تستمتعون به.

الشيء الآخر الذي نعرف فعاليته جيدا والذي ربما نخطئ في استعماله هو الكافيين، وكما تعلمون يوجد الكافيين في القهوة وفي الشاي أيضا.

 يشرب العديد من الناس القهوة أو الشاي بعد وجبة الغداء أو في المساء عند تناولهم وجبة المساء الخفيفة لكن ما لا يعرفه العديد من الناس، هو أن القهوة تظل في جسمنا لمدة 15 ساعة، أي أنك إذا شربت القهوة على الساعة الثانية بعد الزوال، أي بعد وجبة الغذاء فإن تأثير الكافيين في جسمك لن يزول حتى الساعة الخامسة فجرا من اليوم الموالي مما يحول دون نومك في الليل أو يضعف جودة نومك.

شخصيا، أحاول شرب الشاي قبل الساعة 11 صباحا مما يجعل نسبة الكافيين تندثر عند الساعة 11 أو 12 في جسمي، وهذا يساعدني على النوم جيدا، وبصراحة لاحظت تغييرا كبيرا حينما قمت بهذه الخطوة.

2.النوم

من المعروف أنه يجب أن ننام لمدة 7 أو 8 ساعات لكي نستيقظ جيدا، لكن هل سبق وسمعتم بالساعة البيولوجية؟

هي العملية الطبيعية التي تتحكم في النوم والاستيقاظ وتتكرر كل 24 ساعة، يمكننا تسميتها ساعة الجسم، هذه الساعة في الأصل تكون محددة لدى جميع الكائنات الحية وأكبر دليل على ذلك هو انغلاق الوردة عندما يحل الليل وتفتحها في الصباح، هذا أيضا يسمى بالساعة البيولوجية.

حينما تصبح الساعة البيولوجية متوازنة نحصل على نوم جيد ونستيقظ صباحا مرتاحين، ولكن حينما يحصل بها خلل فنصبح نعاني من الأرق حيث لا نستطيع النوم أو ننام نوما متقطعا ثم نستيقظ متعبين في الصباح.

لإصلاح الساعة البيولوجية الخاصة بنا، يجب أولا أن ننام في غرفة مظلمة لكي يعرف دماغنا أنه قد حان وقت النوم ويتوقف عن التفكير، كما ينبغي الابتعاد عن الضوء الأزرق المنبعث من شاشة الهواتف والكمبيوتر والتلفاز على الأقل لمدة ساعة قبل النوم، حاولوا عوض استعمال هواتفكم النقالة قبل النوم أن تقوموا بمطالعة كتاب ما لأن ذلك سيساعدكم على تحضير دماغكم للنوم، وأهم شيء هو أن تقوموا بروتين ليلي يومي أي القيام بنفس الشيء كل ليلة، لكي تعطوا إشارة لدماغكم بحلول وقت النوم.

هكذا تتم برمجة دماغكم أن يقوم بطرد الأفكار التي تزعجه ويستعد للراحة والنوم الجيد.

الشيء الذي ساعدني كثيرا هو الكتابة في مفكرتي، أدون كل الأفكار التي تنتابني قبل النوم بهذه الطريقة، كأنني أقتلهم من دماغي، وأتركهم فوق الورقة وأنام نوما هنيئا دون التفكير فيهم.

شيء آخر يساعدني على تعديل نمط نومي، خاصة حينما أجهد في العمل هو تناولي للمغنيزيوم والميلاتونين، بأخذ calm sleep drink mix"" الذي اقتنيته هو أيضا من موقع iHerb، كما يساعدني على الاسترخاء والنوم، والمميز فيه هو مذاق التوت اللذيذ، حينما أتناوله في الليل أعرف أن وقت الراحة والنوم قد حان، غالبا أتناوله لمدة أسبوعين خلال الفترات التي أشعر فيها بالإجهاد والأرق حيث لا أستطيع النوم، بعدها يصبح نمط نومي جيدا وأتوقف عن تناوله بعد تلك الفترة، وأكون قد اعتدت على نمط نوم جيد.

⏪لقد خصصنا مقال يتناول مشاكل النوم يمكنك الإطلاع عليه.

3.التغدية

ينبغي تناول بروتينات جيدة، الخضر، الفواكه وبعض القطنيات والكربوهيدرات لكي نحصل على تغذية صحية ومتوازنة.

أود أن أشارككم حيلة بسيطة قد غيرت حياتي من قبل، حينما كنت أود أن أبدأ تناول الطعام الصحي قمت بحمية صعبة جدا حيث لا أقترب للمأكولات التي تحتوي على الدهنيات أو السكريات، وهذا يخلق نوعا من الإحباط، وتصبح العلاقة سيئة مع الأكل،علاقة غير صحية.

حاليا، أصبحت أستعمل طريقة %80 و %20: ثمانون بالمئة من الأكل الصحي وعشرون بالمئة من الأكل الذي أريد والذي أفضل.

قاعدة %80 و %20 فعالة في جميع المجالات ولا شك أنكم سبق وسمعتم بها، مثلا سأقضي ثلاث أيام في تناول الأكل الصحي وخلال اليوم الرابع سأتناول ما أريد، يعني تناولكم لوجبة غير صحية خلال ثلاثة أو أربعة أيام لن يغير من حميتكم أبدا، بالعكس هذا يجعلكم تشعرون بنوع من المتعة في الأكل خصوصا إذا كنتم تستمتعون بقضاء بعض الوقت مع عائلتكم حول طبق شهي، هذا الشيء سيساعدكم كثيرا لكي لا تستسلموا أبدا و تأكلوا الأكل الغير الصحي.

حينما تتناول ذلك الطبق الشهي الذي يحتوي على الدهنيات والسكريات تأكله وتشبع رغبتك وتعود بعد ذلك إلى الأكل الصحي.

شيء آخر مهم جدا لا نتطرق له وهو صحة الجهاز الهضمي، هل تعلمون أن هناك دراسات علمية أثبتت أن جهازنا الهضمي له تأثير مباشر على الدماغ وعلى النفسية وعلى جميع أعضاء الجسم.

حينما يعاني الشخص من خلل في ميكروبيوم الأمعاء فذلك يؤثر سلبا على طاقته، إذا كنت تعاني من آلام في الجهاز الهضمي فستلاحظ أنك تشعر بالعياء بشكل يوميي.

لجعل الجهاز الهضمي أكثر توازنا ينبغي تناول البروبايوتيكس، شخصيا أتناول حبوب البروبايوتيكس من Renew life ، يمكن تناولها بشكل يومي فهي تساعد على عدم الشعور بالانتفاخ وتسهيل عملية الهضم وتريح الجهاز الهضمي.

توجد هذه البروبايوتكس في بعض المأكولات التي نتناولها بشكل يومي مثل اليوغورت الطبيعي والمخللات التي أنصحكم بتناولها، لعل هذه أكثر حيلة ساعدتني بالشعور بالرشاقة والنشاط والحيوية يوميا.

 

4.النفسية

تحدثنا عن العادات التي ستساعدنا في الاعتناء بجسمنا والشعور بالحيوية والنشاط لكي نصل إلى أهدافنا، لكن هناك جزء مهم الذي يتجاهله غالبية الناس وهو نفسيتنا.

من أكثر الأشياء التي ساعدتني في حياتي هي التنمية الذاتية لأن من المهم جدا أن يخصص الشخص البعض من الوقت ليجالس نفسه ويخطط لأهدافه وطريقه ومستقبله والأشياء التي يحتاجها والصعوبات التي قد يواجهها وكيف يتجاوزها.

حاليا، صرت أجالس نفسي مرة كل أسبوع وأساءل نفسي بعض الأسئلة التي تجعلني متواصلة مع ذاتي وعلى دراية بأحاسيسي وكيف أفكر وما أنا بحاجة إليه، لكي أصلح أي مشكل يطرح، هذا ما يجعلني أتحسن يوما بعد يوم ويعطيني دافعا قويا لتحقيق أهدافي فألاحظ أنني أقوم بتغيير إيجابي، هذا التغيير الإيجابي والأهداف التي نخطط لها هي التي تعطينا الدافع والطاقة والنشاط لكي ننهض ونشتغل.

شيء آخر مهم أيضا هي أن تهتم بمظهرك الخارجي، هذا يعزز ثقتك بنفسك وبطبيعة الحال، من الضروري أن يشتغل الشخص على نفسيته ولكن حين تعتني بمظهرك الخارجي فإنك لا شعوريا تعطي قيمة لنفسك أكثر لأنك تعتني بشكلك من أجلك لا من أجل الآخرين.

قم بأي شيء من شأنه أن يجعلك ترى نفسك في أبهى حلة مثلا أن تقص شعرك، تعتني ببشرتك، شراء ملابس جديدة، كل هذا يساعدك لكي تكون نفسيتك إيجابية وتمضي يوم كله طاقة وحيوية.

الفكرة الجوهرية من كل هذا هي ألا تنسى أبدا أن تخصص بعض الوقت يوميا للإهتمام بجسمك وروحك ودماغك.

 

أتمنى أن تروقكم هذه النصائح، أنا قد جربتهم وأنصحكم أن تجربوهم أنتم أيضا لأنكم حتما ستشعرون بتأثير كبير على جودة حياتكم.